بحث رئيس المؤتمر الوطني العام السيد نوري أبوسهمين ، أمس الثلاثاء، مع رئيس بعثة الأمم المتحدة لدي ليبيا طـارق متري، العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
و قال أبوسهمين أن" ليبيا تتطلع لخبرة مؤسسات الأمم المتحدة في العديد من المجالات ، خاصة في مجال حقوق الإنسان"، مشيراً إلى ثقته بأبناء الشعب بعدم السماح بممارسة الظلم علي الآخرين مهما كانت توجهاتهم، فالدين الحنيف الذي أكرمنا الله به فرض علينا التزام العدل و الحق فيما بين المسلمين ، كما أمرنا بالإيمان بالرسالات السماوية الثلاث.
وأضاف أبوسهمين أن" المسار الذي اختاره الله لنا يوجب علينا احترام الآخرين والالتزام بذلك قولاً و فعلاً " ، موجهاً شكره لكل المؤسسات و الدول التي ساندت الشعب الليبي وقت محنته و اعتبره ترجمة لنضال الشعوب الحرة .
وأكد رئيس المؤتمر الوطني العام خلال اللقاء علي الثوابت المشتركة التي تجمع الليبيين بالمجتمع الدولي ، واعتبر أن بعض الاختلافات في وجهات النظر أو غياب بعض أدوات التطبيق مرده التهميش و القمع الذي شهده الشعب الليبي و أخره عن اللحاق بالركب الدولي نتيجة سياسات النظام السابق، معرباً عن أمله في أن تحقق ليبيا قفزات سريعة و مطمئنة لليبيين و للعالم .
من جهته قال رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا طارق متري: " دافعنا الأول و الأخير هو الوقوف إلى جانب الشعب الليبي الذي ثار من أجل قيم الحرية و العدالة و نبذ الظلم و التعسف و نحن هنا لنشاركهم تلك القيم ، و نقدم لهم الدعم الاستشاري و التقني وفق ما يتطلبه الليبيون و يساهم في تعزيز مسار بناء دولة عصرية ديمقراطية ".
و أضاف متري أن" النظام السابق ترك الدولة بمؤسسات شبه محطمة و أقرب إلى الركام عبر أربع عقود ، و نعرف الصعوبات التي تواجه السلطات في بنائها مجدداً" ، مشيراً إلى أنهم سيقدمون الدعم اللازم الذي تطلبه ليبيا لذلك، مبدياً تفهم البعثة للحرص الليبي علي سيادة الدولة.
وتابع رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا " نعلم أن الليبيين يسعون إلى المبادرة إلى حوار وطني جاد ، يشارك فيه الجميع ، و الأمم المتحدة علي استعداد لتقديم كل الدعم للمضي قدماً في هذا المجال .
و في ختام اللقاء عبر أبو سهمين عن شكره للأمم المتحدة و ابدي تفاؤله بمستقبل ليبيا خاصة إذا استفدنا من تجارب الماضي المرير بكلويلاته ، مستذكراً في الوقت ذاته سنوات القمع في ليبيا و ما شهده شخصيا من إعدامات لأقطاب الوطن من طلبة و أدباء و مشايخ و مفكرين و ضباط في أروقة جامعة بنغازي و في الساحات و الميادين بكافة أرجاء ليبيا , ومن ثم صدور بيان الظلم و التعسف و التهميش و طمس الهوية في مدينة زوارة .
وأكد أبوسهمين حرص كافة الأطراف في ليبيا علي الحوار الوطني الذي سيكون تحت مظلة العدالة الانتقالية والذي نسعى إلى تحقيقه قريباً.
