في أطراف الصحراء وعلي مشارف بحر الرمال العظيم تقع واحة الجغبوب حيث كانت تمر بها طرق القوافل العابرة للصحراء نحو واحة سيوه في الشرق ولاشك أن هناك العديد من الرحالة الذين مروا بها ومنهم الرحالة الألماني هورمان وغيره ، ولا نود أن نشير إلي تاريخها القديم الذي تحدثت عنه اغلب الكتب ولكن ما يثير الدهشة أن هذه الواحة وما حولها أقامت بعض الأسر القديمة و بها نوع من الحضارة المتأثرة والمؤثرة وثبت وجود هؤلاء البشر لفترة ما قبل الميلاد بأكثر من 200 سنه .
فسبحان الخالق والمبدع الذي جعل العقل البشرى يكتشف انه خلال عصور قديمة جدا كانت هذه المنطقة مغطاة بالمياه .
والدليل علي ذلك وجود هذه الأصداف البحرية المتحجرة وكانت صحرائها تعج بأشجار النخيل المثمر المتميز ودليله وجود بقايا هذه الأشجار المتحجرة وهي تحاكي عصرا مضي عليه ملايين السنين ..
الجغبوب بلدة ليبية جنوب شرق ليبيا وجنوب مدينة طبرق بحوالي 286 كم حيث تتبعها إدارياً.
صنفت فضاءات بحر الرمال، الواقعة جنوب الجغبوب، بأنها ثاني أكبر مسطحات رملية تغطي سطح الأرض. تهيمن عليها تلال عالية يبلغ متوسط ارتفاعها نحو 90 متراً فوق مستوى سطح البحر .
وأشار تقرير صادر عن وزارة السياحة بأن هذه الفضاءات قد نشأت وسط المنخفضات المحفورة بين منخفض جالو في الأراضي الليبية، ومنخفض القطارة في مصر، وصولاً إلى صحراء (كلانشو) في الغرب، و رملة (ربيانة) في الجنوب،على مساحة 100 ألف كيلومتر مربع .
و تنتشر الكثبان الرملية الطولية والهلالية والمستعرضة والسيفية والهرمية، مانحة زوار المكان فرص الاستمتاع بأجواء الصحراء، وملامسة أدق تفاصيلها، بتسلق التلال الرملية، أو التخييم وسط اكثر بيئات العالم انعزالاً، على خلفية مناظر يتنازعها جمال الطبيعية البكر، وسحر المكان، في اللانهاية الساكنة.
و يتشكل الحوض من تلال الكثبان الرملية نتيجة تفتيت الرياح لهضاب الصخور الرملية، وإحالتها إلى سيوف متموجة بدون انقطاع لمسافة مئات الكيلومترات.
و يمكن اجتياز المنطقة، من الشمال إلى الجنوب ، فيما يكتنف عبورها من الشرق إلى الغرب شيئاً من الصعوبة نتيجة انحدار التلال الرملية باتجاه شرق غرب، سيما الجانب الشرقي، بينما ترتفع تدريجياً من الغرب، مع وجود الرمال المتحركة .
تناثر بعض النتوءات الصخرية، التي تتخللها النباتات الصحراوية، على صفحة الرمال الصافية والى الكثبان الرملية المترامية على مد البصر التي رسمت تموجا بسحر الطبيعة يعد الأكثر نقاءً على كوكب الأرض.
ويصف الزوار المكان بأنها مناظر استثنائية قل نظيرها، ويصنفها الخبراء من بين البيئات الطبيعية الأكثر جمالاً على سطح الأرض، تتجلى في تناسق الكثبان الرملية، ونقاء حبيباتها، وانعزالها في عمق الصحراء بعيداً عن ضجيج الحياة المعاصرة، وضغوطاتها.